بورصة نيويورك تتجنب الحماس حيال مستويات مرتفعة للمرة الأولى منذ 2007
الجمعة, 16 مارس 2012
نيويورك ــ (ا ف ب): استعادت وول ستريت» (بورصة نيويورك ) بعضا من خسائرها الناجمة عن الازمة المالية، وعادت نتائجها الى مستوياتها في اواخر 2007 بعد ارتفاع بنسبة 11% في غضون ثلاثة اشهر، ما اثار تساؤلات المحللين عما اذا كانت بورصة نيويورك تتقدم بسرعة مفرطة اكبر من اللازم.
فللمرة الاولى في تاريخ بورصة وول ستريت اغلق مؤشرها الرئيسي داو جونز ومؤشرها التقني ناسداك الاثنين متجاوزين بالتوالي عتبتي 13 الف نقطة و3 الاف نقطة الرمزيتين في جلسة واحدة.
واغلق داو جونز على 13216.62 نقطة وهو مستوى لم يبلغه منذ 31 ديسمبر 2007، وناسداك على 3048.65 نقطة مستعيدا مستواه السابق لازمة 2008.
وارتفع المؤشر الرئيسي بالاجمال 11.45% في ثلاثة اشهر وحوالى 8% منذ مطلع 2012.
اما مؤشر ستاندارد اند بورز الموسع 500 الذي يشمل 500 مؤشر مهم في وول ستريت وتراقبه الاسواق باهتمام نظرا لتنوعه فلم يتجاوز حد 1400 نقطة، وبلغ 1397,90 نقطة عند الاغلاق.
لكن هذه الانجازات غير المشهودة منذ حوالى اربع سنوات اثارت مخاوف عدد من المحللين الذين رأوا ان حيوية هذا النمو غير مبررة.
وقال فريديريك ديكسن من دي ايه ديفدسن بالرغم من ايماننا بوجود العناصر لتحسن الاسواق، فان الاحصاءات توحي بان التقدم ذهب ابعد من اللازم بسرعة اكبر من المطلوب، وينبغي ان يهدأ».
اما جريجوري فولوخين من ميشارت كابيتال ماركتس فقال ان السوق حاليا غير مبالية نسبيا. فاحيانا نشعر ان الامور محلولة كلها، وانه لم يعد هناك مشاكل في اوروبا».
ويعكس ارتفاع المؤشرات الحماسة المتزايدة لدى المستثمرين حيال الاقتصاد الامريكي وعودة نوع من الثقة في القطاع المصرفي الذي يعتبر مقياسا للانتعاش الاقتصادي.
واعتبر الكثيرون نجاح 15 من اصل 19 مصرفا امريكيا كبيرا في الاختبارات التي فرضها البنك المركزي الامريكي دليلا على قلب الصفحة منذ انفجار الفقاعة المالية عام 2008 وانهيار مصرف ليمان براذرز للاعمال.
وفي الخلفية يواصل تراجع مستوى البطالة في الولايات المتحدة والتقدم الى حل الازمة اليونانية طمأنة المستثمرين.
واشار اليك يانغ من اس اند بي كابيتال اي كيو تبدو الامور في تحسن. في اوروبا، في الولايات المتحدة، في الصين. (...) الولايات المتحدة لا تشهد انكماشا بل ان مؤشراتها الاقتصادية مطمئنة، وكذلك الامر في آسيا». لكن بالرغم من الانتعاش الجاري، لا تؤمن الاكثرية» بتشكل فقاعة مضاربات، بحسب فولوخين.
واوضح ديك غرين من موقع التحليل المالي بريفنغ دوت كوم هناك الكثير من المال الراقد في الاسواق»، لافتا الى ضعف التقلبات. وتابع يعجز الكثير من المشككين عن تقبل انتعاش السوق هذا بعد ثلاثة اعوام» والتعامل معه.
واحتفى مؤشر داو جونز الجمعة بعام ثالث على التوالي من الارتفاع بعد ان اغلق في خضم الازمة المالية في 9 مارس 2009 على ادنى مستوياته بالغا 6547,05 نقطة. وارتفع مذاك 101.28 %.
وقال يانج لا نعتقد ان قيم السوق اعلى مما هي فعليا» واوضح كان هدفنا 1400 نقطة (لمؤشر اس اند بي 500) عام 2012 وكدنا نبلغه عملا بالخطة. انه تطور متلائم بالكامل مع توقعاتنا .
لكنه رأى انه سيكون من الصعب احراز ارتفاع اكبر بكثير» موضحا لذلك لا ننصح زبائننا بالاستثمار في الوقت الحالي.
ينبغي انتظار حدوث فترة تصحيح لكنني لا ارى ما قد يطلقها