انوع السحر من حيث التأثير
إن المتأمل في النصوص القرآنية والحديثية يعتقد جازما متيقنا أن للسحر حقيقة وتأثيرا ، ولذلك أمر الحق جل وعلا في محكم كتابه بالاستعاذة من ( شر النفاثات في العقد ) سواء كن النساء أو النفوس أو الجماعات اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها - وهذا أمر اتفق عليه المفسرون حتى نفاة حقيقة السحر وأثره - وهذا دليل صريح في الدلالة على أن للسحر حقيقة وأثرا ، وإلا فما معنى الاستعاذة بالله - تعالى - من شر النفاثات ، ولو لم يكن لسحرهن أثر ضار ، ثم إن النفث الذي هو فعل الساحر نفخ مع ريق قد مازج خبث نفسه المتكيفة بالشر والأذى فيعقد ذلك على اسم المسحور ويكرر ذلك الفعل والعقد ، وللأرواح الشيطانية عون في ذلك ومما لا شك فيه أن للسحر حقيقة وأثرا وتأثيرا يؤدي للتخيل والمرض والتفريق ونحو ذلك من أمور أخرى ، وبعد اتضاح الرؤيا بخصوص الأثر والفعل الذي قد يحدثه السحر مع التيقن بأن أثر السحر لا ينفذ إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي.
ومن هنا فسوف أتعرض لأنواع السحر من حيث التأثير ، وهي على النحو التالي :-
(1)- سحر الصرف (سحر التفريق) - (2)- سحر العطف (سحر المحبة) - (3)- سحر التخييلات (سحر التخييل)
(4)- سحر الآلام والأسقام (سحر المرض) - (5)- سحر الجنون - (6)- سحر تقويض العلاقات الزوجية
1)- سحر الصرف ( سحر التفريق ) :
- الدليل من كتاب الله عز وجل : قال تعالى في محكم كتابه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
- وقد يستدل من السنة المطهرة بحديث عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه - فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي : -
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ، ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله ، فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) ( صحيح الجامع)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومن هنا قال طائفة من العلماء : إن الطلاق الثلاث حرمت به المرأة عقوبة للرجل حتى لا يطلق ؛ فإن الله يبغض الطلاق ، وإنما يأمر به الشياطين والسحرة ؛ كما قال تعالى في السحر : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )
وقال – رحمه الله - : ( السعي في التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات ، بل هو فعل هاروت وماروت ، وفعل الشيطان الحظي عند إبليس ،
قلت : إن النصوص القرآنية والحديثية آنفة الذكر تدل على أن غاية الشيطان ومقصده التفريق بين الزوج وزوجه ، بسبب أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم ، وبهذا الفعل الدنيء يتحقق مراد الشيطان في تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويضها ، ومن هنا كانت الغاية الأساسية للشيطان وأتباعه التفريق بين الزوجين ، وهو أقدر على التفريق بين المتحابين إذا توفرت له الأرضية التي يستطيع من خلالها الوصول لأهدافه وغاياته وقد اتضح هذا المفهوم من خلال أقوال أهل العلم كما مر معنا سابقا ، ومع أن الحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه - لا ينص أصلا على الأسلوب الذي يتبعه الشيطان في وصوله لهذه الغاية ألا وهي التفريق بين الزوج وزوجه ، إلا أن السحر من الأساليب التي يستأنس لها الشيطان لتحقيق تلك الأهداف ، لما فيها من كفر صريح بالله عز وجل وهدم للأسر وتقويض للمجتمعات وقد أكد هذا المفهوم العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وكذلك العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كلام لاحق
قال المناوي
إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من انقطاع النسل وانصرام بني آدم وتوقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها معرة )
* تعريف سحر الصرف : ويسمى كذلك " سحر التفريق "
وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للتفريق بين المتحابين أو المتآلفين ، أو التفريق بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر
قال ابن كثير - رحمه الله -
وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق 00 أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة )
* أنواع سحر الصرف :
قد يأخذ " سحر الصرف " شكلا من الأشكال التالية :
أ )- صرف الزوج عن زوجه أو العكس من ذلك
ب )- صرف الأم عن ابنها أو ابنتها أو العكس من ذلك
ج )- صرف الأب عن ابنه أو ابنته أو العكس من ذلك
د )- صرف الأخ عن أخيه أو أخته أو العكس من ذلك
هـ)- صرف الأقارب بعضهم عن بعض
و )- صرف الشريك عن شريكه
ز )- صرف الصديق عن صديقه
ح )- صرف الجار عن جاره
* أعراض سحر الصرف :
1)- تغير الأحوال بشكل فجائي من حب وود لكراهية وبغض
2)- تفاقم المشكلات الاجتماعية لأتفه الأسباب
3)- عدم القدرة على التكيف الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين ممن صرفوا عن المريض بواسطة السحر
4)- الكراهية المطلقة للأقوال والأفعال الصادرة عن هؤلاء الأشخاص
5)- سوء الظن والوسوسة المطلقة بهؤلاء الأشخاص
6)- رؤية هؤلاء الأشخاص بأشكال قبيحة
7)- الكراهية المطلقة لأماكن تواجد هؤلاء الأشخاص
2)- سحر العطف ( سحر المحبة ) :-
* أدلة هذا النوع من السنة المطهرة : عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك )
* تعريف سحر المحبة وحكمه :
وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للجمع بين المتباغضين والمتنافرين ، أو الجمع بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر فأجاب - رحمه الله - :
( هذا محرم ولا يجوز ، وهذا يسمى بالعطف ، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضا محرم ، وقد يكون كفرا وشركا قال الله تعالى : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )
يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – حفظه الله - :
( والعطف عمل السحر لعطف من يبغض إلى حبه من زوج وغيره ويسميه أهل الفجور دواء الحب وهو في الحقيقة الهلاك والعطب )
* أنواع سحر العطف :
قد يأخذ " سحر العطف " شكلا من الأشكال التالية:-
أ ) - عطف الزوج على زوجه أو العكس من ذلك ، وينتج من جراء ذلك شغف شديد ومحبة زائدة ، والرغبة الشديدة في كثرة الجماع ، والتلهف الشديد لرؤية الآخر والطاعة العمياء في كل شيء
ب )- عطف الأم على ابنها أو ابنتها أو العكس من ذلك
ج ) - عطف الأب على ابنه أو ابنته أو العكس من ذلك
د ) - عطف الأخ على أخيه أو أخته أو العكس من ذلك
هـ) – عطف الأقارب بعضهم على بعض
و ) - عطف الشريك على شريكه
ز ) - عطف الصديق على صديقه
ح ) - عطف الجار على جاره
* أعراض سحر العطف :
1)- تغير الأحوال بشكل فجائي من كراهية وبغض إلى ود وحب
2)- عدم حصول أية مشكلات اجتماعية مع توفر كافة الأسباب الصغيرة والكبيرة لمثل تلك المشكلات
3)- القدرة الكبيرة على التكيف الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين ممن عطفوا على المريض بواسطة السحر
4 )- المحبة المطلقة للأقوال والأفعال الصادرة عن هؤلاء الأشخاص
5)- حسن الظن والثقة المطلقة بهؤلاء الأشخاص
6)- رؤية هؤلاء الأشخاص بأشكال حسنة جميلة محببة للنفس
7)- المحبة المطلقة لأماكن تواجد هؤلاء الأشخاص
قصة واقعية :
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين –حفظه الله- :
( كانت هذه امرأة عادية ، ولكنها ترى من زوجها شيئاً من الإعراض وعدم المودة التي تريدها منه ، فهو يعطيها حقها ويعاملها كسائر النساء ، لكنها تريد منه أكثر من ذلك من المحبة والبقاء عندها والملازمة لها ، فدخلت عليها عجوز تعمل السحر ، فأخبرتها بخبر زوجها ، فأعطتها العجوز دواء في صرة ، وأمرتها أن تجعله في طعامه ، ولكن المرأة تورعت فجعلت الدواء في رغيف وأطعمته داجناً عندهم ، فبعد أن أكله ذلك الداجن علق بها ، فصار يتبعها ولا يفارقها ولا يستقر حتى يلصق رأسه ببطنها أو يجعله في حجرها وصار يلاحقها أينما ذهبت ، فعجب زوجها من أمرها وأمره ، ثم إنها أخبرت زوجها بأنها صرفت هذا الدواء عنه ، ولو أعطته الدواء لفعل كما فعل الداجن ، فلما أخبرته بادر بطلاقها ، وقال : أخشى في المرة الثانية أن تجعليه في طعامي )
3)- سحر التخييلات ( سحر التخييل ) :
- الدليل من كتاب الله عز وجل : قال تعالى في محكم كتابه : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ )
قال تعالى : ( قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )
قال الطبري
وذكر أن السحرة سحروا عين موسى وأعين الناس قبل أن يلقوا حبالهم وعصيهم ، فخيل حينئذ إلى موسى أنها تسعى )
·تعريف سحر التخييلتقول فضيلة الشيخة ام سلمان:: عن سحر التخيل وهو تخيل الزوجة انه الزوج يعاشرها ويكون هذا شيطان يعاشرها بدل الزوج وياتي على هيئة الزوج وتنظر في وجهه كأنها تشاهد زوجها ومن هنا تتعرف على انه شيطان عندما تنظر الى عيونه يكون لونها أحمر ويحاول ان يغمض عنها عيونه حتى لا تعرف انه شيطان وقد يدخل عليها الغرفة في النهار او الليل وهي نائمة على السرير في نوم اليقضة كانها تحلم ويعاشرها جنسيا او يكتم عنها نفسها كذلك اللرجل يحدث اما زوجة او فتاة لا يعرفها وتعاشره وقد تكون جنية تعشقة وقد تكون اكثر من واحدة ويكون هذا كله مثل الخيال او مثل حلم يطن الشخص انه يحلم والتاكد انه ليش حلم او احتلام تحدث في المعاشرة عندما يعاشره الجنية وقبل ان ينتهي في القذف المنوى فيها تتركه ولم ينتهي من المتعه وكذلك يحدث للمراءة وهذا تأكيد انه سحر او متلبس فيه جان او جنية وربما يكون قد دخلو فيهم من اماكن مثل الحمام او لاعرس ويكون يعشقة او مسلط عليه من السحر ... ويتم فكه بتعذيب الجان
ببالسور التي تعذاب الجان مثل سورة الاسراء آية
((وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُ ۥ كَانَ فَـٰحِشَةً۬ وَسَآءَ سَبِيلاً۬(٣٢ حتى ينطق الجان هل هو عاشق او هو من سحر ويذكر اسم الساحر الذي فعل السحر أو اسم من فعلت السحر عند الساحر .....أو يحرق الجان في جسم المسحور
ببالسور التي تحرق الجان آية الكرسي ((ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَىُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُ ۥ سِنَةٌ۬ وَلَا نَوۡمٌ۬ۚ لَّهُ ۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشۡفَعُ عِندَهُ ۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىۡءٍ۬ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُ ۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُ (٢٥٥) تكرار هذه : وَلَا يَـُٔودُهُ ۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُوَلَا يَـُٔودُهُ ۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُوَلَا يَـُٔودُهُ ۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُ
وهو من عمل الشيطان :
وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله إلى قلب الحقائق ، فيرى المسحور الشيء على غير حقيقته
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر :
سحر التخييل : هو أن ترى الثابت متحركاً ، والمتحرك ثابتاً ، والكبير صغيراً ، والعكس ، والمريض صحيحاً ، وعكسه ، والقبيح حسناً
وخلاصته : أن الأشياء ترى على غير حقيقتها على سبيل المثال : ما رآه الناس من سحرة الزمان : الحجر طفلاً ؛ والعصا ثعباناً فكل زمان له سحرة ، لكنهم يختلفون في منهجية السحر التنفيذية : يقوم الساحر بإحضار شيء يعرفه الناس ، ثم يتلو عزيمته وطلاسمه الشيطانية ؛ فيرى الناس الشيء على غير حقيقته )
* أنواع سحر التخييل :
قد يأخذ " سحر التخييلات " شكلا من الأشكال التالية :-
أ )- سحر تخييل بشري : وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأفراد في نظر المسحور ، فيرى الشخص على غير شاكلته سواء كان الأمر يتعلق بالصورة أو الصفة ، كأن يرى محمد بشكل أحمد ، أو أن يرى الصغير كبيرا والكبير صغيرا ، والطويل قصيرا والقصير طويلا ، وقس على ذلك الكثير من الصفات البشرية الأخرى
ب )- سحر تخييل حيواني : وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالحيوانات في نظر المسحور فيرى الحيوان على غير شاكلته ، سواء كان الأمر يتعلق بالصورة أو الصفة ، كأن يرى القط فأرا ، أو أن يرى القط الهزيل بشكل ضخم مرعب ، وقس على ذلك الكثير من الصفات الحيوانية الأخرى
ج)- سحر تخييل الأمور العينية : وفيه تقلب الحقائق المتعلقة بالأشياء العينية في نظر المسحور ، فترى الأشياء العينية على غير شاكلتها ، كأن يرى الصندوق حجرا ، أو أن يرى المسمار سيفا ، وقس على ذلك الكثير من الأمور العينية الأخرى 0
د)- سحر التخييل للانتقال من صفة بشرية أو حيوانية أو عينية لصفة مضادة أخرى : فيرى المسحور من خلال هذا النوع من أنواع السحر الإنسان حيوانا ، كأن يرى الزوج بشكل حمار أو قرد أو أن يرى كأحد أعمدة المنزل ، وقس على ذلك الكثير للانتقال من صفة إلى صفة مضادة أخرى
هـ)- سحر تخييل إيحائي : وفيه تقلب الحقائق المتعلقة ببعض الأمور بطرق إيحائية بحيث يرى الشخص وكأنه يأكل نارا ، أو يطعن نفسه بخنجر ، أو يدخل سيفا في بطنه ويخرجه من ظهره ، أو سماع أصوات تنادي عليه وتكلمه ، وقس على ذلك الكثير من الإيحاءات المختلفة
أعراض سحر التخييل :
1)- قلب الحقائق دائما في نظر المسحور ، مما يؤدي في بعض الأحيان لاعتقاد الآخرين بإصابة الشخص بالجنون
2)- الشرود والنظرات غير الطبيعية ، وعادة ما يلاحظ ذلك من قبل الآخرين
3)- كثيرا ما يلاحظ في نظرات المسحور الدهشة والاستغراب ، وهذا أمر طبيعي ، نتيجة لما يراه المسحور من قلب للحقائق والأمور
4)- محاولة الصدود عن الآخرين والعزلة عن الناس خوفا من قذفه بالجنون ونحو ذلك من أمور أخرى